* عذاب المقابر*
لم اكن انوى ان اكتب هذه المذكرات لاننى وبصراحه شديده كنت ارى ان كتابة المذكرات نوع من انواع الفراغ الشديد ولكنى ايقنت انها شيئ مهم جدا وخصوصا ماحدثفى التجربة التى مررت بها ،،
انا المواطن المصرى" كريم محمود "
ما يمكننى ان احكيه لكم الان هو مجموعه من الذكريات المشوهة والتى لا اذكر جميع تفاصيلها ،،اذكر اننى كنت اعانى من ضيق فى الشرايين وارتفاع مزمن فى ضغط الدم وكنت اتناول العقاقير بغزارة وبدون توقف كالطفل الذى يتناول الحلوى وكنت اعلم انه فى يوم ما سأصاب بذبحة قلبية واننى سأموت بين لحظة واخرى ،،
كنت فى يوم الثلاثاء المشئوم ، استيقظت من النوم وارتديت ملابسي وخطر على بالى ان اذهب لذيارة
*أمى* التى لم اراها منذ سنوات لانشغالى بالعمل فى القاهرة نزلت من المنزل واوقف سيارة اجرة لاذهب إلى بلدنا الصعيد وعندما وصلت إلى البيت *خيل لى ان المنزل اشبه بالقبر * بدئت اخبط على الباب لتفتح لى امى وإذا بها تبكى من شده فراقى لها وانا ايضا بدئت ابكى ورميت نفسي بين زراعيها حتى جلست معها لساعات وقالت امى اذهب لتريح جسدك يابنى انت شكلك جاى تعبان ، قولتلها حاضر يامى ذهب لغرفتى القديمه وألقيت بجسدى المنهك على السرير وبدئت ضربات قلبى تتسارع بسرعة شديده جدا وشعرت ان هناك ضوء شديد يغمر الغرفه ، انه ضوء مجهول المصدر وبدء الضوء يذهر منه مجموعه متداخله من الاجسام حاولت ان ادقك فيها النظر لادرك ما هى لكننى شعرت بحاجة ملحة إلى النوم الشديد والعميق وبالفعل نمت
*لا استطيع ان احدد كم من الوقت نمت من ولكننى استيقظت على صرخة عالية جدا * لاجد نفسي انظر إلى سريرى وامى واخوتى فى حالة هستيريه من الصراخ والعويل الشديد فأدركت حينها ان ابى توفى ، لا اعلم كيف مات وكيف ظللت نائما وهو يموت وبدئت ابكى ايضا ولكن لم يلتفت احد منهم إلى فتوحهت إلى جثمان ابى لكى اراه وانا مرعوب تماما وعندما رفعت الغطاء من الى الجثمان
لم اجد ابى بل وجدت نفسي فزعت وشعرت برعب شديد من مظهرى وانا جثة هامدة شاحبة ، سألت نفسي كيف حدث هذا صرخت وبدئ صوتى يعلو فى جميع ارجاء الغرفه وذهب إلى امى لالقى بنفسي فى حضنها لاجد زراعى تخترق جسمها كأننى شفاف ، وبدئت اقول لنفسي هل هذا يحدث لكل من يموت ،هل انا روح تشاهد جسدها للمرة الاخيرة
وبدئت ادعى *يارب ايقظنى من هذا الكابوس اللعين * وفجأه دخلوا بعض الرجال يلخلوا الغرفه ويحملون معهم كفن ابيض وبعض القطن وبعض الادوات المستخدمه لتغسيل الميت ،وكان احدهم يقرأ القرآن الكريم ،
وإذا بأحدهم يقول *الله يرحمه كان شاب ملتزم ومحترم ،بس المشكله انه لم يكن بارا بوالديه ،مع ان الكل كان بيحبه بس كان مقاطع اهله مده طويله * وبدء يردد بعض الآيات القرآنيه ولكنى شعرت مع سماع القرآن ان اذنى تحرقنى بشده وجسدى بكامله يرتعش ، *ظللت اصرخ عدة مرات ولكن لم يستمع إلى احد ،جلست فى احد اركان الغرفه وانا منهار بالبكاء ومرعوب ،ظللت اسأل نفسي *هل سأظل هكذا *
اوسيحدث ما فى الافلام وستأتى المخلوقات السوداء او البيضاء لاخذى لأرض النهايه ،هل حقا هذا هو الموت ،وحدث ما لا اريد ان لقد حانت اللحظة الاخيرة ، وبدء الجميع يردد الآيات القرانية ولقد حانت لحظة خروج جثمانى من المنزل ، وسمعت بعض الاشخاص يقول "اين ستقام صلاة الجنازة واين سيدفن"
امى قالت :- أبنى سيدفن بجوار خاله
لا اعرف ماحدث بعد ذلك لكننى فقدت الوعى من هول هذا المنظر
ولكن بعد لحظات استيقذت مرة اخرى لاجد نفسي واقفا بين الناس واجسادهم تخترخقنى كأننى شفاف وهم يسيرون حاملين ذالك الصندوق الخشبى المرعب على اكتافهم ،
الجميع حزين على فراقى وامى لم تستطيع اقدامها ان تحملها من الصدمه فجليت فى السيارة مع اخوتى
واخوتى من حولها كانوا يحدثوها ويقولون لها *ياماما هو دلوقتى محتاج لدعائيك ادعيله بالرحمه
انا الان اشاهد امى كموقف اى ام توفى ابنها ، مشهد لا يحتمله الكثيريين ، وبدئت ادعى *اريد العوده يارب إلى الحياة مرة اخرى كى ( انتظم فى الصلاه - كى ابر والدى -كى اعمل صالحا ) يارب ارجعنى مرة اخرى
*بدء الصراخ يعلوا والبكاء والعويل يشتد ادركت حينها
بعدما اغمى على واستيقظت لاجد نفسي فى ظلام دامس وصمت رهيب يعم ارجاء المكان ، اردت ان اتحرك قدماى شبه مشلولتان وجسدى لا اقوى على تحريكه ، اشعر اننى ملفوف بشئ ما ،بدئت اسأل نفسي ما هذا واين انا اردت ان اصرخ فلم يخرج صوتى لان فمى مليئ بشيئ ما ويدى تلمس شيئ اشبه بالرمال الخشنه وبدئت اشم رائحة غريبه هل هى رائحة "الموت" هل هذا لم يكن كابوسا وانا الان بدخل *القبر*
هل بأتى اشخاصا لحسابي الان ، ظللت اصرخ مرارا وتكراراوفجائة اغمى على واستيقظت بعد لحظات إلى ان غمر المكان ذلك الضوء المرعب الذى رايته من قبل وظهرت نفس الاجسام المبهمة وهم يقتربون منى بدئت تظهر وجوههم ما هذا انها *امى * تبكى وتقبل يدى وكل ماتردده على لسانها حمد لله على سلامتك يا ابنى ،
انا كنت مصدوم وبدئت ادعى *احمدك يارب انك ارجعت لى حياتى مرة اخرى *
الدكتور :- بدء يتحدث قال لى حمد لله على السلامه يابطل ماتبقاش تأخذ العلاج بطريقه مبزرة مرة ثانية ، دا انتا بقالك أسبوعين فى غيبوبه ،وامك هنا نايمه بجانبك ليلا ونهارا .
وهنا بدئت اشعر اننى عدت للحياة من جديد ومنذ هذه اللحظة وانا اتناول العلاج بأنتظام مرعب وبدئتونقلت عملى ورجعت اعيش مع امى وأطيعها مثلما قال ربى ومنذ هذه اللحظه ايضا انام وجميع انوار الغرفه مضأة ..